بعيداً عن الأضواء.. مرض السل يحصد أرواح 1.23 مليون إنسان في عام واحد

يكشف تقرير منظمة الصحة العالمية عن السل 2025 عن واقع معقد لوباء السل، حيث يقدم تقييماً شاملاً للتقدم المحرز في مواجهة هذا المرض الفتاك على كافة المستويات العالمية والإقليمية والقطرية، ويأتي هذا التحليل الدقيق في سياق الالتزامات والأهداف الاستراتيجية الدولية للقضاء على المرض، مسلطاً الضوء على الإنجازات والتحديات التي لا تزال قائمة في مسيرة العلاج والوقاية.

تقرير منظمة الصحة العالمية عن السل 2025: أرقام صادمة وواقع مقلق

يُظهر تقرير منظمة الصحة العالمية عن السل 2025 حجم المأساة الصحية التي يمثلها المرض؛ فعلى الرغم من إنقاذ حياة 83 مليون شخص منذ عام 2000 بفضل توفر العلاجات الفعالة، إلا أن الأرقام لعام 2024 لا تزال تدق ناقوس الخطر، حيث يُقدر عدد المصابين الجدد بالسل بحوالي 10.7 مليون شخص، وهو ما يعادل معدل إصابة يبلغ 131 حالة لكل 100,000 نسمة، وتؤكد هذه الإحصائيات أن السل لا يزال واحداً من أكثر الأمراض المعدية فتكاً في العالم، إذ تسبب في وفاة 1.23 مليون شخص خلال عام 2024 وحده، مما يفرض ضغطاً هائلاً على الأنظمة الصحية العالمية ويستدعي تكثيف الجهود لمواجهته.

اقرأ أيضًا: تنبيه أخير: آخر موعد لزيارة معرض “أهلًا مدارس” 2025 الرئيسي بالجيزة

الإحصائية الرئيسية لعام 2024العدد التقديري
إجمالي عدد المصابين بالسل10.7 مليون شخص
إجمالي عدد الوفيات بسبب السل1.23 مليون شخص
حالات السل المقاوم للأدوية390 ألف حالة

تحديات يبرزها تقرير منظمة الصحة العالمية عن السل 2025: من مقاومة الأدوية إلى نقص التمويل

يواجه العالم أزمة صحية متنامية تتمثل في السل المقاوم للأدوية، حيث سجل تقرير منظمة الصحة العالمية عن السل 2025 حوالي 390 ألف حالة مقاومة للعلاجات في عام 2024، مما يعقد جهود السيطرة على الوباء، ويزيد من خطورة هذا التحدي قطع المساعدات العالمية الذي يهدد بحرمان ملايين المرضى من الحصول على خدمات التشخيص والعلاج الضرورية، وتتفاوت وطأة المرض بشكل كبير بين المناطق الجغرافية المختلفة؛ حيث تتركز معظم الحالات في مناطق محددة.

  • منطقة جنوب شرق آسيا: 34% من الحالات العالمية.
  • منطقة غرب المحيط الهادئ: 27% من الحالات.
  • المنطقة الأفريقية: 25% من الحالات.
  • مناطق أخرى بنسب أقل مثل شرق البحر المتوسط (8.6%) والأمريكتين (3.3%) وأوروبا (1.9%).

ويشير التقرير كذلك إلى أن نسبة 5.8% من المصابين الجدد بالسل كانوا من المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية، مما يبرز الحاجة الماسة لبرامج رعاية متكاملة تستهدف هذه الفئة المعرضة للخطر بشكل خاص، وهو ما يؤكد عليه تقرير منظمة الصحة العالمية عن السل 2025 كأولوية قصوى.

اقرأ أيضًا: رؤية مستقبلية: “أمهات مصر” تطلق أكاديمية دولية لإعداد جيل يواكب الثورة العمرانية

هل نقترب من القضاء على المرض؟ تقرير منظمة الصحة العالمية عن السل 2025 يجيب

لأول مرة منذ جائحة كورونا، شهد عام 2024 انخفاضاً سنوياً في العدد التقديري للمصابين الجدد بالسل، وهو ما يعكس تراجعاً بعد سنوات من الزيادات المتتالية بين عامي 2020 و2023؛ حيث انخفض معدل الإصابة بنسبة 1.7% بين عامي 2023 و2024، ليعود إلى مستواه المسجل قبل الجائحة، ومع ذلك، فإن هذا التقدم المحمود لا يزال بطيئاً جداً لتحقيق الأهداف العالمية، فصافي الانخفاض في معدل الإصابة منذ عام 2015 لم يتجاوز 12.3%، وهو رقم بعيد كل البعد عن هدف استراتيجية منظمة الصحة العالمية المتمثل في خفض المعدل بنسبة 50% بحلول عام 2025، ويُظهر تقرير منظمة الصحة العالمية عن السل 2025 أن الطريق لا يزال طويلاً ويتطلب التزاماً أكبر، خاصة في ظل التفاوت في معدلات الإصابة بين المناطق المختلفة.

تعتبر العلاقة بين السل وفيروس نقص المناعة البشرية قضية محورية، وقد بلغت النسبة العالمية للمصابين الجدد بالسل من المتعايشين مع الفيروس 5.8% في عام 2024، وتعد هذه النسبة الأعلى في بلدان المنطقة الأفريقية، حيث تتجاوز 50% في بعض مناطق جنوب أفريقيا، ورغم أن هذه النسبة قد انخفضت بشكل ملحوظ عن ذروتها التي بلغت 17% في عام 2000، إلا أنها لا تزال تمثل تحدياً صحياً كبيراً يتطلب استجابة منسقة ومستمرة، ويعتمد أحدث تقرير منظمة الصحة العالمية عن السل 2025 على بيانات شاملة تم جمعها من وزارات الصحة الوطنية.

اقرأ أيضًا: تطور ثوري.. الصحة النفسية 2025 تشهد علاجًا للقلق بترددات صوتية في دقائق.

يستند تقرير منظمة الصحة العالمية عن السل 2025 بشكل أساسي إلى البيانات الدقيقة التي تم جمعها من 184 دولة ومنطقة، وهو ما يغطي أكثر من 99% من سكان العالم، مما يمنح نتائجه مصداقية عالية ويعكس صورة واضحة ومحدثة للوضع الوبائي العالمي للمرض.

اقرأ أيضًا: هنادي مهنا.. حكاية الخروج من ظل والدها وتحدي المرض الذي غيّر ملامحها ومسيرتها الفنية.