جراح يتحكم في روبوت عبر قارتين لإنقاذ مريض بأول جراحة سكتة دماغية عن بعد في العالم.
علاج السكتة الدماغية باستخدام روبوت طبي أصبح حقيقة ملموسة بعد أن شهد عالم الطب إنجازًا تاريخيًا، حيث نجح فريق من جراحي المخ والأعصاب بجامعة دندي في اسكتلندا، بالتعاون مع أطباء من الولايات المتحدة، في إجراء أول جراحة من نوعها عن بعد على جسم بشري حقيقي، مما يفتح آفاقًا جديدة تمامًا لإنقاذ حياة المرضى في المناطق النائية حول العالم.
كيف يُحدث علاج السكتة الدماغية باستخدام روبوت طبي ثورة في الطب؟
وصف الخبراء هذا التطور بأنه “ثورة في عالم الطب العصبي”، فالقدرة على إجراء عمليات دقيقة لإزالة الجلطات الدموية من الدماغ عن بعد يمكن أن تغير قواعد اللعبة في رعاية مرضى السكتة، خاصةً أولئك الذين يعيشون في مناطق ريفية أو بعيدة تفتقر إلى وجود جراحين متخصصين، وقالت البروفيسورة إيريس جرونوالد، قائدة الفريق البحثي، إن ما كان يُعد خيالًا علميًا في الماضي قد أصبح الآن واقعًا مؤكدًا؛ مضيفةً أن التجربة أثبتت أن كل خطوة في عملية استئصال الخثرة يمكن تنفيذها بدقة وأمان تامين بواسطة الروبوت، مما يمنح لمحة حقيقية عن مستقبل لا يكون فيه وجود الطبيب في نفس الغرفة مع المريض شرطًا أساسيًا لنجاح الجراحة، وهو ما يمثل نقلة نوعية في مفهوم **علاج السكتة الدماغية باستخدام روبوت طبي**.
أُجريت أولى هذه العمليات التاريخية في مستشفى ناينويلز بمدينة دندي الاسكتلندية، حيث قامت البروفيسورة جرونوالد، وهي متخصصة رائدة في التدخلات العصبية، بإجراء عملية استئصال خثرة عن بعد على جثة بشرية تم التبرع بها للعلم؛ كانت الجثة موجودة في منشأة أخرى تابعة للجامعة، وقد تم تحضيرها بعناية فائقة لمحاكاة الظروف الحقيقية لعملية جراحية على مريض حي، حيث تم تداول دم بشري أو سائل يحاكيه داخل أوعيتها الدموية، مما ضمن أن تكون التجربة واقعية إلى أقصى حد ممكن، ويؤكد على فعالية علاج السكتة الدماغية باستخدام روبوت طبي في ظروف معقدة.
آلية عمل تقنية علاج السكتة الدماغية بالروبوت الطبي عن بعد
تحدث السكتة الدماغية الإقفارية عندما تسد جلطة دموية أحد شرايين الدماغ، مما يمنع وصول الأكسجين ويتسبب في تلف سريع للخلايا العصبية، ويُعد العلاج الأكثر فعالية هو استئصال الخثرة الميكانيكي، وهو إجراء دقيق يتم عبر إدخال قسطرة لإزالة الجلطة، والنظام الروبوتي الجديد الذي طورته شركة سينتانتي الليتوانية للتكنولوجيا الطبية يتيح للجراح التحكم الكامل في هذه العملية عن بعد؛ حيث يقوم المسعفون المحليون بتجهيز الأدوات وتوصيلها بالمريض، بينما يتحكم الجراح الخبير في كل حركة للقسطرة والأسلاك الدقيقة من موقعه عبر اتصال فائق السرعة بالإنترنت، مما يضمن دقة متناهية وزمن استجابة لا يتجاوز غمضة عين.
- إمكانية إجراء جراحة دماغية معقدة من قارة إلى أخرى.
- تحقيق زمن استجابة فائق السرعة لا يتجاوز 120 ميلي ثانية.
- توفير رعاية طبية متقدمة للمرضى في المناطق النائية والبعيدة.
- التحكم الدقيق في الأدوات الجراحية عن بعد بنفس كفاءة الوجود الفعلي.
بعد ساعات قليلة من نجاح تجربة البروفيسورة جرونوالد، قام جراح الأعصاب الأمريكي ريكاردو هانيل بإنجاز مذهل آخر، حيث أجرى نفس العملية عبر المحيط الأطلسي من مكتبه في جاكسونفيل بولاية فلوريدا، مستهدفًا جثة مجهزة في دندي على بعد أكثر من 6400 كيلومتر، ليصبح بذلك أول من يجري جراحة دماغية روبوتية عن بعد بين قارتين، وقد أكد الدكتور هانيل أن إجراء عملية بهذه الدقة من الولايات المتحدة إلى اسكتلندا بفارق زمني ضئيل للغاية هو أمر رائع حقًا، ويعكس التطور الهائل الذي وصلت إليه تقنيات **علاج السكتة الدماغية باستخدام روبوت طبي**.
| تفاصيل التجربة العابرة للقارات | البيانات المسجلة |
|---|---|
| المسافة بين الجراح والهدف | أكثر من 6400 كيلومتر |
| زمن الاستجابة التقني | 120 ميلي ثانية فقط |
| مدة إنجاز العملية | أقل من 30 دقيقة |
مستقبل واعد: تفاصيل التعاون الدولي في علاج السكتة الدماغية بالروبوت
لم يكن هذا الإنجاز ليتحقق لولا التعاون الدولي المثمر بين جامعة دندي ومستشفى جاكسونفيل في فلوريدا، إلى جانب الدعم التقني من شركات عملاقة مثل Nvidia وEricsson التي أمنت الاتصال الفائق السرعة اللازم لضمان نجاح العملية دون أي تأخير، وقد أشادت جولييت بوفيري، الرئيسة التنفيذية لجمعية السكتة الدماغية البريطانية، بهذا الابتكار ووصفته بأنه قادر على تحقيق التوازن في فرص العلاج ومنح أمل حقيقي للمرضى في المناطق النائية، وتعتبر جامعة دندي المركز التدريبي العالمي الوحيد في المملكة المتحدة المتخصص في **علاج السكتة الدماغية باستخدام روبوت طبي**، وهي المكان الوحيد الذي يسمح بتدريب الأطباء على جثث بشرية باستخدام سوائل تحاكي الدم.
يأمل الفريق الطبي حاليًا في الانتقال إلى المرحلة التالية وبدء التجارب السريرية على مرضى حقيقيين خلال العام المقبل، وهو ما يمهد الطريق لاعتماد هذه التقنية بشكل رسمي في غرف العمليات حول العالم، فالهدف النهائي، كما أوضحته البروفيسورة جرونوالد، هو تمكين أي مريض في أي مكان من الحصول على علاج فوري من أفضل الأطباء في العالم عبر تقنية الروبوت، وهذا هو مستقبل الطب العصبي الذي أصبحنا على أعتابه.
