أربعة أكواب قهوة يوميًا.. الحد الذي يفصل بين تعزيز التركيز وبداية المتاعب الصحية.

أضرار الإفراط في شرب القهوة أصبحت قضية صحية مهمة يناقشها الخبراء، فبينما يعتمد الملايين على هذا المشروب العالمي لبدء يومهم بنشاط، قد يؤدي استهلاكه بكميات كبيرة إلى عواقب وخيمة على القلب والجهاز العصبي والهضمي؛ مما يستدعي فهمًا أعمق لتأثيره الحقيقي وكيفية التعامل معه بحكمة للحفاظ على الصحة العامة دون حرمان.

كيف يؤدي الإفراط في شرب القهوة إلى نشاط زائف ومشاكل صحية؟

يمنح كوب القهوة الصباحي شعورًا فوريًا باليقظة والتركيز بفضل الكافيين الذي يعمل كمنبه قوي للجهاز العصبي المركزي، وهذا التأثير يعزز المزاج ويحسن الأداء العقلي لفترة مؤقتة؛ لكن الخبراء يؤكدون أن تجاوز ثلاثة إلى أربعة أكواب يوميًا يقلب هذه الفائدة إلى ضرر، حيث تبدأ الأعراض السلبية في الظهور بشكل واضح، ويعتبر تسارع ضربات القلب والشعور بالتوتر العصبي من أبرز أضرار الإفراط في شرب القهوة التي يغفل عنها الكثيرون؛ بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني الشخص من ارتعاش عضلي غير مبرر وزيادة ملحوظة في إفراز أحماض المعدة، مما يمهد لمشاكل هضمية مستقبلية، والأسوأ من ذلك هو الشعور بالانهيار المفاجئ في الطاقة بعد زوال تأثير الكافيين، حيث يعيد الجسم إفراز مادة الأدينوزين المسؤولة عن الشعور بالتعب، مما يسبب صداعًا وانخفاضًا في المزاج وصعوبة بالغة في التركيز.

اقرأ أيضًا: ثقة متجددة.. تجديد تكليف النقيب أحمد أنور بمركز تدريب الخانكة

تأثير الإفراط في شرب القهوة على الجهاز الهضمي والنوم

لا يقتصر تأثير الإفراط في شرب القهوة على الجهاز العصبي فقط، بل يمتد ليشمل الجهاز الهضمي ودورة النوم بشكل مباشر، فالكافيين معروف بقدرته على تحفيز حركة الأمعاء، وهو ما يفسر شعور الكثيرين بالحاجة لدخول الحمام بعد شرب القهوة مباشرة، ولكن عند تناولها بكميات كبيرة أو على معدة فارغة، قد يتحول هذا التحفيز الطبيعي إلى إسهال وجفاف نتيجة لتأثيرها المدر للبول، وهذا الأمر يستدعي الانتباه بشكل خاص لتجنب فقدان سوائل الجسم، أما فيما يتعلق بالنوم، فإن استمرارية وجود الكافيين في الجسم لمدة تصل إلى 10 أو 12 ساعة تجعل من شرب القهوة في فترة ما بعد الظهر أو المساء سببًا رئيسيًا للأرق واضطرابات النوم العميقة؛ ولهذا السبب ينصح الأطباء بشدة بتجنب تناولها بعد الساعة الثانية ظهرًا لضمان عدم تأثر جودة النوم والحصول على الراحة الكافية.

التأثير الصحيالاستهلاك المعتدل (1-2 كوب)الاستهلاك المفرط (أكثر من 4 أكواب)
ضربات القلبمستقرة وطبيعيةتسارع وخفقان وقلق
النوم (عند الشرب مساءً)قد يتأثر قليلاًأرق واضطرابات نوم حادة
الجهاز الهضميتحفيز طبيعي للحركةإسهال، جفاف، زيادة حموضة
الطاقة والتركيزتحسن مؤقت ومستقرانهيار مفاجئ وصداع

هل توجد فوائد رغم أضرار الإفراط في شرب القهوة؟

على الرغم من التحذيرات المتعددة حول أضرار الإفراط في شرب القهوة، تشير العديد من الدراسات الحديثة إلى أن استهلاكها باعتدال قد يحمل فوائد صحية غير متوقعة، فالقهوة غنية بمركبات البوليفينول المضادة للأكسدة، والتي تلعب دورًا هامًا في دعم صحة الدماغ وحمايته من الأمراض العصبية التنكسية، فقد أظهرت الأبحاث أن هذه المركبات قد تساهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض مثل ألزهايمر وباركنسون والخرف مع التقدم في العمر؛ ومع ذلك، لا يمكن تجاهل أن هناك فئات معينة يجب عليها توخي الحذر الشديد أو تجنب القهوة تمامًا، حيث تتفوق المخاطر المحتملة على الفوائد بالنسبة لهم، وهذه الفئات تشمل:

اقرأ أيضًا: مرحلة جديدة كليًا.. أبرز تفاصيل تحديث ببجي موبايل والتحدي الذي يغير شكل اللعبة

  • الأشخاص الذين يعانون من الارتجاع المعدي المريئي أو حساسية المعدة.
  • الأفراد الذين يعانون من اضطرابات القلق أو مشاكل النوم المزمنة.
  • النساء الحوامل، حيث ينصحن بتقليل استهلاك الكافيين إلى الحد الأدنى.
  • من يعانون من نقص الحديد أو فقر الدم، لأن القهوة تقلل من امتصاص الحديد.

القهوة بحد ذاتها ليست عدوًا للصحة، لكنها تتطلب وعيًا وتوازنًا، فكوب أو اثنان قد يعززان التركيز والنشاط، بينما تحولها الكميات الكبيرة إلى مصدر للتوتر والأرق ومشكلات صحية أخرى، مما يجعل الاعتدال هو المفتاح الأساسي للاستمتاع بها بأمان.

اقرأ أيضًا: سر العبارة التي حيرت الملايين.. علي رؤوف يكشف كواليس “أنا بشحت بالجيتار” | هكذا فتحت له نافذة على العالم