لماذا أصبح “طلاق الاستوري” أخطر أشكال العنف النفسي في العلاقات الحديثة؟

إتيكيت التعامل بعد انتهاء العلاقة أصبح ضرورة أخلاقية واجتماعية في عصر السوشيال ميديا، حيث باتت التفاصيل الشخصية مادة للاستهلاك العام بنقرة زر واحدة؛ ففي الوقت الذي يحوّل فيه البعض، خاصة المشاهير، لحظات الانفصال إلى منشورات علنية، يبرز تساؤل مهم حول حدود الأخلاق والاحترام، وهو ما يستدعي فهمًا أعمق لـ إتيكيت التعامل بعد انتهاء العلاقة للحفاظ على ما تبقى من ود وكرامة.

لماذا يعكس إتيكيت التعامل بعد انتهاء العلاقة نضج الطرفين؟

تؤكد استشارية العلاقات الأسرية، ريهام عبد الرحمن، في حديثها لـ “اليوم السابع”، أن الأسلوب الذي تنتهي به أي علاقة هو المقياس الحقيقي لنضج طرفيها، وليس انعكاسًا لحجم الألم الذي يشعران به؛ فالانفصال بحد ذاته قرار مؤلم وصعب، لكن هذا الألم لا يمنح أي طرف الحق في تحويل الخلافات الشخصية إلى مادة للعرض العام على منصات التواصل الاجتماعي، فالتشهير أو حتى التلميح بعبارات جارحة لا يُظهر القوة كما يعتقد البعض، بل يكشف عن جرح عميق لم يجد طريقه للشفاء بعد، ويؤكد على الحاجة الماسة لاتباع إتيكيت التعامل بعد انتهاء العلاقة لتجاوز المرحلة بسلام نفسي.

اقرأ أيضًا: الخطوة الأولى.. قصر العيني يستقبل الدفعة الجديدة من طلاب برنامج IPKA

التأثير السلبي لغياب إتيكيت التعامل بعد انتهاء العلاقة على الصورة العامة والأبناء

أشارت ريهام عبد الرحمن إلى أن نشر تفاصيل العلاقة الخاصة أو إشهار خبر الانفصال بشكل درامي أمام الجمهور يلحق ضررًا بالغًا بالصورة الذهنية لكلا الطرفين، فهو يفتح الباب أمام سيل من التعليقات التي تخلق بيئة من التعاطف الزائف من جهة، والاتهامات المتبادلة من جهة أخرى، وهو ما يشتت التركيز عن جوهر المشكلة ويحولها إلى ساحة للجدل العام؛ والأهم من ذلك، أن الكرامة الأسرية والاحترام المتبادل لا ينتهيان بمجرد انتهاء الزواج أو توقف المشاعر، فهما قيمتان يجب الحفاظ عليهما، خاصة عند وجود أبناء، فغياب إتيكيت التعامل بعد انتهاء العلاقة يجعل الأبناء هم الضحية الأكبر، حيث يجدون أنفسهم شهودًا على معركة لا تخصهم، مما يزرع في نفوسهم شعورًا بالانقسام والحرج، ويؤثر سلبًا على ثقتهم بالروابط العاطفية في المستقبل.

  • الحفاظ على سرية التفاصيل الخاصة بالعلاقة وعدم مشاركتها مع العامة.
  • تجنب التلميحات السلبية أو الاتهامات المباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
  • إعطاء الأولوية للصحة النفسية للأبناء وإبعادهم تمامًا عن أي صراع.
  • الاكتفاء بالتواصل الرسمي والمحترم عند الضرورة القصوى فقط.

الصمت والحكمة: جوهر إتيكيت التعامل بعد انتهاء العلاقة

من جانبها، ترى خبيرة الإتيكيت والعلاقات الإنسانية، شريهان الدسوقي، أن “إتيكيت الوداع” هو التعبير الأصدق عن الرقي الإنساني، فالنهايات الصامتة تحمل من الاحترام والتقدير ما يفوق التصريحات العلنية الصاخبة؛ وتوضح أن الصمت في مثل هذه المواقف ليس علامة ضعف، بل هو قمة الحكمة والنضج، ويُعد جزءًا لا يتجزأ من إتيكيت التعامل بعد انتهاء العلاقة، وتضيف أن الإعلان عن الانفصال، إن كان ضروريًا، يجب أن يتم في أضيق الحدود الممكنة، مع انتقاء ألفاظ راقية تحفظ كرامة الجميع، دون توجيه اتهامات أو إلقاء اللوم على طرف دون الآخر، فالهدف هو إغلاق الصفحة بسلام وليس تسجيل نقاط.

اقرأ أيضًا: قرار جديد.. موعد صرف مرتبات شهر نوفمبر 2025 للموظفين بالدولة

السلوك الناضج (إتيكيت النهاية)السلوك غير الناضج (التشهير العلني)
الحفاظ على الخصوصية والاحترام المتبادلنشر التفاصيل وتحويل الخلاف لقصة عامة
التركيز على حماية مشاعر الأبناءاستخدام الأبناء كطرف في الصراع
الانسحاب بهدوء وحكمةالبحث عن التعاطف الزائف وشن الاتهامات

تؤكد الدسوقي أن الإتيكيت هنا لا يعني المجاملة المصطنعة أو إخفاء الحقائق عن النفس، بل هو الحفاظ على مساحة من الإنسانية المشتركة حتى في أصعب لحظات الخسارة والفراق، فالنضج الحقيقي لا يظهر في قوة البدايات، بل في القدرة على الانسحاب بلياقة وهدوء، دون السعي لإثارة فضول الجمهور أو تحويل الألم الشخصي إلى مادة رائجة تتصدر “الترند” وتجذب المتابعين، وهو ما يجعل إتقان إتيكيت التعامل بعد انتهاء العلاقة فنًا لا يتقنه إلا أصحاب النفوس الراقية.

إن الطريقة التي يختارها المرء لإنهاء علاقاته هي التي تحدد الذكرى التي سيتركها خلفه، فالأخلاق لا تتجزأ، واحترام العشرة والذكريات يظل المقياس الأسمى لقيمة الإنسان الحقيقية.

اقرأ أيضًا: تطور جديد.. أسعار الذهب اليوم بنهاية التعاملات | مفاجأة في سعر عيار 18 الآن