اقتداءً بسنة النبي.. الملك سلمان يدعو لإقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء المملكة الخميس المقبل.
تأتي دعوة إقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء المملكة يوم غدٍ الخميس استجابةً لنداء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهي دعوة تجسد الاقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم عند انقطاع المطر وحاجة البلاد والعباد إلى الغيث، حيث يتوجه المسلمون بقلوب خاشعة إلى خالقهم، متضرعين إليه أن يمن عليهم برحمته ويسقيهم من فضله العظيم.
دعوة ملكية كريمة لإقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء المملكة
صدر بيان رسمي عن الديوان الملكي السعودي اليوم الأربعاء يعلن فيه عن دعوة الملك سلمان بن عبدالعزيز لكافة المواطنين والمقيمين من أجل إقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء المملكة يوم الخميس المقبل، وتأتي هذه الدعوة الملكية كإحياء لسنة نبوية شريفة، وإظهاراً لحاجة العباد وافتقارهم إلى رحمة الله تعالى في أوقات الجدب، حيث تعد هذه الصلاة تعبيراً جماعياً عن التوبة والرجوع إلى الله، وطلباً متضرعاً لنزول المطر الذي به تحيا الأرض وتنتعش مواردها، كما أن البيان الملكي لم يقتصر على الدعوة للصلاة فحسب؛ بل حث الجميع على تهيئة النفس والقلب لهذا الحدث الإيماني العظيم من خلال الأعمال الصالحة، وهو ما يعكس حرص القيادة على تعزيز القيم الدينية وتوجيه المجتمع نحو كل ما فيه خير وصلاح، وبهذا تكون إقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء المملكة حدثاً روحانياً يجمع القلوب على طاعة الله.
الاستعداد الروحي قبل إقامة صلاة الاستسقاء في السعودية
إن الاستعداد لأداء صلاة الاستسقاء لا يقتصر على التوجه للمساجد والمصليات، بل يسبقه تهيئة روحية وإيمانية عميقة أوصى بها البيان الصادر عن الديوان الملكي، فهذه الشعيرة العظيمة تتطلب من المسلم أن يقدم بين يديها أعمالاً صالحة تقربه من ربه وتجعله أهلاً لاستجابة الدعاء، فالتوبة الصادقة من الذنوب والرجوع إلى الله بقلب منيب هي أولى خطوات الاستعداد، لأن المعاصي قد تكون سبباً في منع الرزق وحبس الغيث، ويتبع ذلك الإكثار من الاستغفار الذي يفتح أبواب الرحمة والبركات، كما أن البيان الملكي أكد على أهمية الإحسان إلى العباد وتفريج كرباتهم، فمن فرّج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، وتمثل هذه التوجيهات خريطة طريق واضحة لكل من يرغب في المشاركة الفعالة في إقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء المملكة.
ولتحقيق أقصى درجات الاستعداد الروحي، حث البيان على مجموعة من الأعمال التحضيرية التي ينبغي على كل مسلم ومسلمة الحرص عليها:
- الإكثار من التوبة والاستغفار والعودة الصادقة إلى الله.
- تقديم الصدقات والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين.
- أداء نوافل الطاعات من صلوات وأذكار متنوعة.
- التيسير على الناس وتفريج كرباتهم قدر المستطاع.
إن الالتزام بهذه الأعمال يعمق من أثر الصلاة ويجعل الدعاء أقرب للإجابة، ويحول هذا الحدث الديني إلى فرصة للمراجعة الذاتية والتقرب من الله بالأقوال والأفعال.
أهمية إقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء المملكة تأسياً بالسنة النبوية
تكمن القيمة العظمى لهذه الصلاة في كونها اتباعاً مباشراً لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان يلجأ إلى الله متضرعاً كلما اشتدت الحاجة إلى المطر، وهو ما يمنح هذه الشعيرة بعداً روحانياً وتاريخياً عميقاً يربط الأمة بماضيها وهدي نبيها، فعملية إقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء المملكة ليست مجرد طقس ديني، بل هي إعلان جماعي عن العبودية المطلقة لله والاعتراف بقدرته على تغيير الأحوال، وفيها يتجرد الجميع من حولهم وقوتهم ليلجأوا إلى قوة الله ورحمته، كما أنها تعزز روح التكافل والمشاركة المجتمعية، حيث يقف الجميع صفاً واحداً، غنيهم وفقيرهم، كبيرهم وصغيرهم، رافعين أكف الضراعة إلى السماء بدعاء واحد، وهذا المشهد المهيب يجسد وحدة الأمة وافتقارها المشترك لخالقها، ما يغرس في النفوس معاني التواضع والرحمة.
إن هذه الدعوة المباركة لإقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء المملكة تمثل فرصة لتجديد الإيمان وتقوية الصلة بالله، حيث يتوجه الجميع بقلوبهم وألسنتهم بالدعاء الملح، سائلين المولى عز وجل أن يرحم البلاد والعباد، وأن يستجيب دعاءهم، وأن يجعل ما ينزله من غيث رحمة لهم ومتاعاً إلى حين.
