حين يصبح الطلاق منشورًا.. كيف تواجه المرأة الصدمة النفسية وتستعيد حياتها؟

إن أضرار الطلاق المفاجئ على نفسية الزوجة والأطفال تمثل جرحًا عميقًا يصعب التئامه، خاصة بعد علاقة زواج طويلة، ويصبح الأمر أكثر إيلامًا عندما يتم إعلان الانفصال على الملأ عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ فهذا الأسلوب لا يعكس فقط نهاية العلاقة، بل ينطوي على قدر كبير من عدم التقدير والاحترام لشريكة الحياة وأم الأبناء، مما يضاعف من حجم الأزمة النفسية التي تواجهها الأسرة بأكملها.

كيف تتفاقم أضرار الطلاق المفاجئ على نفسية الزوجة؟

يؤدي الإعلان عن الطلاق بشكل علني ومفاجئ إلى انهيار نفسي حاد لدى الزوجة، حيث تشعر بالخذلان والخسارة الفادحة، لكونها لم تُهيأ نفسيًا لهذا القرار المصيري، وهذا الشعور المفاجئ بالهجر يضعها في حالة صدمة مباشرة قد تتطور إلى اضطرابات نفسية أكثر تعقيدًا؛ فمن المحتمل أن تصاب بحالات من الاكتئاب والقلق المرضي، بالإضافة إلى اهتزاز ثقتها بنفسها وبقدرتها على اتخاذ القرارات السليمة، وهنا تبرز أهمية الدعم النفسي من المحيطين بها، سواء من الأهل أو الأصدقاء، لمساندتها على عبور هذه المرحلة الصعبة بأمان وتقليل حجم الآثار السلبية التي قد تتركها هذه التجربة القاسية، والتي تبرز حجم أضرار الطلاق المفاجئ على نفسية الزوجة والأطفال.

اقرأ أيضًا: تأخير ساعتك قادم.. موعد بدء التوقيت الشتوي 2025/2026

تداعيات و أضرار الطلاق المفاجئ على نفسية الأطفال

لا يقتصر التأثير السلبي على الزوجة وحدها، بل إن أضرار الطلاق المفاجئ على نفسية الزوجة والأطفال تمتد لتشمل الأبناء الذين يجدون أنفسهم في قلب عاصفة لم يكونوا مستعدين لها، فغياب التهيئة النفسية المسبقة لقرار الانفصال يعرضهم لصدمة عنيفة، مماثلة لتلك التي تمر بها الأم، وينتج عن ذلك صراع داخلي عميق وحيرة مؤلمة بين الولاء للأم أو الأب، كما تتراكم بداخلهم أسئلة لا تجد إجابات، خاصة مع انسحاب الأب المفاجئ من حياتهم اليومية، وهو ما قد يدفع الطفل إلى لوم نفسه وتحميلها مسؤولية ما حدث، فيعيش في دوامة من الحزن والوحدة والألم، وهذا الشعور يفضي في النهاية إلى فقدان ثقته بنفسه وبوالديه، بل وبالعالم المحيط به.

تجاوز أضرار الطلاق المفاجئ ودعم الأسرة نفسيًا

تؤكد الدكتورة هالة حماد أن مسؤولية توفير الأمان النفسي للأبناء تقع على عاتق الوالدين حتى بعد الانفصال، ويتطلب التعامل السليم مع الأطفال تنظيم اجتماع عائلي واضح وصريح لشرح طبيعة المرحلة الجديدة وكيفية سير حياتهم بعدها؛ مع ضرورة التأكيد على استمرارية رؤية كلا الوالدين بانتظام والتزام الأب بمسؤولياته كاملة تجاههم، فهذا الوضوح يمنحهم الطمأنينة ويحميهم من الآثار طويلة الأمد التي قد تسببها الصدمة، ومن جهة أخرى، تمر الزوجة التي تواجه هذه المحنة بمراحل نفسية طبيعية يجب أن تتفهمها لتتمكن من تجاوزها بسلام، ويمكن تلخيص هذه المراحل في الجدول التالي.

اقرأ أيضًا: بسعر 350 ألف جنيه.. اسبيرانزا تيجو: السيارة العائلية الأوفر قيمة في فئتها | مفاجأة في مواصفاتها

المرحلةالوصف النفسي
الصدمة والإنكارعدم القدرة على تصديق ما حدث ورفض الواقع.
الغضبالشعور بالظلم وتوجيه اللوم للطرف الآخر أو الذات.
الاكتئابمرحلة الحزن العميق وفقدان الشغف والاهتمام بالحياة.
القبول والتعايشالبدء في تقبل الواقع الجديد والتخطيط للمستقبل.

ولتجاوز أضرار الطلاق المفاجئ على نفسية الزوجة والأطفال بنجاح، يجب على الزوجة اتباع استراتيجية مدروسة للتعافي، تبدأ بالاستعانة بالدعم النفسي من المقربين، وتتطلب منح نفسها الوقت الكافي لاستيعاب القرار والتعايش معه، وفي حال استمرت أعراض الاكتئاب الشديد لأكثر من ستة أشهر، يصبح اللجوء إلى طبيب نفسي ضرورة ملحة، ويساعد اتباع مجموعة من الخطوات العملية في تسريع عملية التأقلم.

  • محاولة استعادة روتين الحياة الطبيعي قدر الإمكان لخلق شعور بالاستقرار.
  • إشغال الوقت بالأنشطة والهوايات المفيدة لمنع التفكير المفرط في الماضي.
  • وضع أهداف وخطط جديدة للمستقبل، سواء كانت مهنية أو شخصية.
  • التركيز على الرعاية الذاتية الجسدية والنفسية كأولوية قصوى.

إن إدراك أن هذه الفترة هي مرحلة انتقالية وليست نهاية الطريق هو المفتاح الأساسي للنهوض من جديد، فالتخطيط لمستقبل مختلف ووضع أهداف واقعية يساعدان بشكل فعال على استعادة الثقة بالنفس والقدرة على المضي قدمًا بقوة أكبر، وتجاوز أضرار الطلاق المفاجئ على نفسية الزوجة والأطفال.

اقرأ أيضًا: خطوة هامة لحمايتهن.. افتتاح أول وحدة لمناهضة العنف ضد المرأة بجامعة دمنهور