نظام تعليمي بديل؟.. تعليم بورسعيد يفتح ملف البكالوريا ومساراتها مقارنة بالثانوية العامة
ناقش اجتماع موسع عقد مؤخرًا في ديوان مديرية التربية والتعليم ببورسعيد، بحضور مسؤولين بارزين من وزارة التربية والتعليم، فلسفة نظام البكالوريا المصري الجديد. يهدف هذا النظام إلى إحداث نقلة نوعية في الثانوية العامة، عبر توفير مرونة أكبر للطلاب وتقليل الضغوط النفسية المرتبطة بالامتحانات، من خلال إتاحة فرص متعددة لتحسين الدرجات وتخفيض عدد المواد الدراسية، مما يتماشى مع المعايير الدولية لتطوير التعليم.
البكالوريا المصرية: نظام أكثر مرونة للثانوية العامة
استعرض الأستاذ ناصر شعبان، من الإدارة العامة لشؤون المديريات بوزارة التربية والتعليم، خلال الاجتماع الذي حضره الأستاذ الحسيني راغب مدير عام التعليم العام ببورسعيد وعدد من قيادات التعليم بالمحافظة، رؤية الوزارة لنظام البكالوريا المصري. وأكد شعبان أن نظام الثانوية العامة الحالي الذي يعتمد على فرصة امتحان واحدة، يمثل عبئًا قاسيًا على الطلاب والأسر، حيث يحدد مستقبل الطالب المهني بناءً على نتيجة اختبار واحد فقط، وهو ما لا يتوافق مع النماذج التعليمية الدولية المتقدمة. وكشف أن المركز القومي للبحوث التربوية، بالتعاون مع 120 خبيرًا، أجرى دراسة شاملة لأفضل 20 نظامًا تعليميًا عالميًا، ولم تجد أي نظام يعتمد على الفرصة الواحدة فقط، بل جميعها تمنح الطلاب فرصًا متعددة لتحسين نتائجهم.
تخفيف العبء ومنح فرص أفضل للطلاب
أوضح شعبان أن التوجه الجديد يرمي إلى تمكين الطلاب من تحقيق طموحاتهم المهنية عبر نظام تعليمي أكثر مرونة. سيتيح هذا النظام للطالب إعادة الامتحان في بعض المواد إذا لم يحقق الدرجة المطلوبة من المحاولة الأولى، مع تقليل عدد المواد الدراسية إلى ست مواد أساسية بالإضافة إلى مادة التربية الدينية، يتم تدريسها على مدار عامين دراسيين. هذا التغيير من شأنه أن يمنح الطلاب فرصًا متعددة للتحسين ويخفف بشكل كبير من الضغط المرتبط بامتحانات الثانوية العامة، ويجعل الامتحان أداة مساعدة للطالب للوصول إلى حلمه المهني، خاصة في ظل المتغيرات العالمية السريعة ومتطلبات سوق العمل المتغيرة.
حوار شفاف ودحض للشائعات حول البكالوريا
شهد الاجتماع حوارًا مفتوحًا بين الأستاذ ناصر شعبان والأستاذ الحسيني راغب من جهة، والحضور من رؤساء أقسام التعليم الثانوي ومديري مدارس المرحلة الثانوية من جهة أخرى. تم خلال الحوار تفنيد العديد من الشائعات المثارة حول نظام البكالوريا الجديد، وذلك بالاعتماد على البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة التربية والتعليم وتصريحات وزير التعليم. وقد ساهم هذا النقاش في إزالة العديد من الإشكاليات وتوضيح الأمور الملتبسة لدى الحضور، مؤكدًا أن النظام الجديد يركز على تنمية المهارات بدلاً من الاعتماد على الحفظ والتلقين، ويتوافق مع معايير الجودة العالمية في التعليم.
رؤية مصر 2030: استراتيجية ثابتة لتطوير التعليم
من جانبه، أكد الحسيني راغب مدير عام التعليم العام ببورسعيد أن استراتيجية تطوير التعليم ثابتة وتتماشى مع رؤية مصر 2030. وأشار إلى أن الوزارة تعمل على تنفيذ هذه الرؤية من خلال آليات مدروسة تهدف إلى تحسين جودة التعليم وتعزيز التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلاب. حضر الاجتماع أيضًا الأستاذة ستوتة عبد الله مدير إدارة التعليم الثانوي، والدكتورة سوزان بغدادي مدير إدارة المدارس الرسمية والمتميزة لغات، والأستاذة لمياء الجهيني مدير إدارة التعليم الخاص، مما يعكس اهتمام القيادات التعليمية بتوضيح هذا النظام الجديد الهام لكافة الأطراف المعنية بالعملية التعليمية.
