سر الاحتفال.. لماذا نحتفل بعيد الفلاح؟ أمين الفتوى يكشف الحقيقة

أكدت دار الإفتاء المصرية على الأهمية الكبرى ليوم الفلاح في حياة المصريين، مشددة على أن الفلاح بعمله الدؤوب وزراعته المستمرة ينال ثوابًا عظيمًا عند الله. جاء ذلك على لسان الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى، الذي أوضح أن عمل الفلاح يمثل قربة جليلة لله، لما له من أثر في إطعام الناس وتعمير الأرض.

مكانة الفلاح في الإسلام وفضل عمله

أوضح الدكتور محمد عبد السميع أن الإسلام قد رفع من قيمة العمل والاجتهاد، مقدمًا المثل بالرجل الذي يعمل لينفق على نفسه وغيره، معتبرًا أن هذا أفضل عند الله من العابد الذي لا يعمل. واستشهد أمين الفتوى بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داوود عليه السلام كان يأكل من عمل يده”. هذا الحديث يؤكد أن الاكتفاء الذاتي والاعتماد على الجهد الشخصي هو من أفضل أشكال الكسب والعيش.

حث الشريعة على الزراعة وتعمير الأرض

أشار أمين الفتوى إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حث على الزراعة حتى في أشد الظروف وأصعب الأوقات، حيث قال: “إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها”. هذا التوجيه النبوي العظيم يبرز قيمة الزراعة ليس فقط لتوفير الغذاء بل كفعل إيجابي مستمر يخدم الأجيال القادمة ويعمر الأرض، مما يجعل الفلاح جنديًا حقيقيًا في ميدان إطعام الناس وتحقيق الأمن الغذائي.

تقدير النبوة لأيادي العمل الشاق

وفي سياق تقدير الإسلام لجهد العاملين، ذكر الدكتور عبد السميع قصة النبي صلى الله عليه وسلم عندما صافح رجلاً ووجد في يده أثر العمل الشاق، فقال: “هذه يد يحبها الله ورسوله”. يؤكد أمين الفتوى أن الأحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية الكريمة تتضافر لتؤكد على الأهمية العظمى للعمل، وخاصة في مجال الزراعة، لما له من دور محوري في تحقيق الاكتفاء الذاتي للأمم والمجتمعات، وتقليل الحاجة إلى الاستيراد.

الزراعة كقربة عظيمة إلى الله

شدد الدكتور محمد عبد السميع على أن المسلم يتقرب إلى الله بالصلاة والصيام، ولكن من أعظم القربات التي ينال بها العبد رضا خالقه هو أن يعمل بنيّة إطعام غيره من المحتاجين وتعمير الأرض. واعتبر أن الفلاح يمثل نموذجًا عمليًا وواقعيًا لهذه القربة العظيمة، فجهده في الأرض يتحول إلى غذاء يقتات به الناس، وعمل يديه يسهم في بناء الحضارة وتنمية المجتمعات، مما يجعله شريكًا أساسيًا في الخير والنماء.