قفزة قياسية.. الذهب يسجل مستويات تاريخية جديدة بدعم من مؤشرات خفض الفائدة الأمريكية المرتقبة

سجلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعاً تاريخياً خلال تداولات اليوم الثلاثاء في آسيا، مدفوعة بتوقعات قوية في الأسواق بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيتجه لخفض أسعار الفائدة قريباً. ويأتي هذا الارتفاع أيضاً وسط مؤشرات واضحة على تباطؤ سوق العمل الأمريكي وتصاعد التوترات الجيوسياسية التي تعزز جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين.

الذهب يسجل ارتفاعاً تاريخياً في الأسواق العالمية

شهدت أسعار الذهب قفزة قياسية، حيث وصل سعر الذهب الفوري إلى مستوى غير مسبوق عند 3654.97 دولار أمريكي للأوقية الواحدة. كما لامست العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر ذروة جديدة مسجلة 3694.75 دولار أمريكي للأوقية. تعكس هذه المستويات التاريخية تزايد ثقة المستثمرين في الذهب في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي الراهنة، مما يدفعهم للبحث عن ملاذات آمنة تحمي قيمة استثماراتهم.

اقرأ أيضًا: بشرى جديدة.. توقيع عقد حفر 5 آبار غاز في البحر المتوسط بحضور وزير البترول

نوع الذهبالسعر للأوقية
الذهب الفوري3,654.97 دولار
عقود الذهب الآجلة (ديسمبر)3,694.75 دولار

رهانات قوية على خفض الفائدة من الفيدرالي الأمريكي

جاءت القفزة الكبيرة في أسعار الذهب عقب صدور بيانات الوظائف الأمريكية غير الزراعية لشهر أغسطس، والتي أظهرت أن الاقتصاد الأمريكي أضاف بالكاد وظائف جديدة. هذه البيانات عززت التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيتدخل لدعم النمو الاقتصادي عبر تخفيض أسعار الفائدة قريباً. وبحسب أداة “فيدووتش” المتخصصة، ترجح الأسواق بنسبة 92.4% خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي المرتقب يومي 16 و17 سبتمبر، بينما تبلغ احتمالية خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس 7.6% فقط. هذا التوقع القوي يشير إلى أن المستثمرين يستعدون لبيئة اقتصادية تتسم بتكاليف اقتراض أقل، مما يدعم أسعار الذهب.

احتمالية خفض الفائدةالنسبة
25 نقطة أساس92.4%
50 نقطة أساس7.6%

ضعف سوق العمل والتضخم: معادلة الفيدرالي الصعبة

أعرب عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي عن استعدادهم لخفض أسعار الفائدة في حال استمر ضعف سوق العمل في الولايات المتحدة، مؤكدين متابعتهم الحثيثة للمؤشرات الاقتصادية. ومع ذلك، لم تخف تصريحاتهم حذرهم الشديد تجاه مخاطر التضخم التي قد تنجم عن أي تخفيف في السياسة النقدية. هذا التوازن الدقيق يضع الفيدرالي أمام تحدٍ صعب بين دعم النمو الاقتصادي وكبح جماح ارتفاع الأسعار، لا سيما مع دخول معظم التعريفات التجارية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيز التنفيذ الشهر الماضي والتي قد تؤثر على مستويات التضخم المستقبلي.

اقرأ أيضًا: تغييرات قوية.. أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري تخالف التوقعات بداية تعاملات اليوم

التوترات الجيوسياسية تدعم بريق الذهب كملاذ آمن

إلى جانب العوامل الاقتصادية، تعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن مع تصاعد التوترات الجيوسياسية الأخيرة. فقد لوحت واشنطن بفرض المزيد من العقوبات على روسيا في أعقاب هجوم جديد على أوكرانيا. مثل هذه الأحداث تزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، مما يدفع المستثمرين للبحث عن الأصول الأكثر أماناً مثل المعدن النفيس للحفاظ على قيمة استثماراتهم وحمايتها من التقلبات.

الأسواق تترقب بيانات التضخم الأمريكية الحاسمة

تترقب الأسواق هذا الأسبوع بفارغ الصبر صدور بيانات التضخم الأمريكية لشهر أغسطس. ستوفر هذه البيانات مؤشراً حاسماً حول ما إذا كانت الضغوط السعرية ستزداد، وهو عامل أساسي سيؤثر على قرارات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. مراقبة التضخم أمر حيوي، خاصة مع استمرار تأثير الرسوم الجمركية الأخيرة على الأسعار، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى المشهد الاقتصادي الحالي ويجعل المستثمرين يتابعون كل جديد عن كثب.

اقرأ أيضًا: تطور جديد.. أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه اليوم الأربعاء | وهذا سعر الدولار الآن