بعد 73 عامًا.. السبب الحقيقي وراء احتفال مصر بـ عيد الفلاح وقصص الصمود

تحتفل مصر في التاسع من سبتمبر من كل عام بـ عيد الفلاح المصري، تكريمًا لدوره المحوري في بناء الحضارة المصرية ودعم التنمية الشاملة. يأتي هذا الاحتفال تقديرًا لعطاء الفلاح المستمر ومواقفه الوطنية عبر التاريخ، حيث يُعد أساسًا للخير والعطاء في البلاد ويُحتفل هذا العام بالعيد الثالث والسبعين.

الفلاح المصري: تاريخ من العطاء والصمود

لطالما كان الفلاح المصري رمزًا للعطاء والصمود لآلاف السنين، فارتبط اسمه بالأرض الخصبة ونهر النيل الخالد. لقد شكل الفلاح بجهده المضني أساس الحضارة المصرية ومصدر الخير لمصر وأبنائها، وتعد الزراعة من أقدم المهن التي عرفتها البلاد منذ عصر الفراعنة. يجسد هذا اليوم تقدير الدولة لهذا الدور التاريخي الحيوي الذي لعبه الفلاح في التنمية الزراعية والاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى تخليد مواقفه الوطنية التي أسهمت في تشكيل وعي الأمة.

اقرأ أيضًا: لفتة إنسانية.. “الداخلية” تحتفل بالمولد النبوي مع نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل

أسباب الاحتفال بعيد الفلاح في مصر

يحتفل المصريون بـ عيد الفلاح المصري في التاسع من سبتمبر من كل عام لعدة أسباب تاريخية ووطنية محورية:

  • **رمزية وقفة أحمد عرابي:** يرتبط هذا اليوم بالوقفة التاريخية للزعيم أحمد عرابي أمام الخديوي توفيق في 9 سبتمبر عام 1881، حين أطلق كلمته الشهيرة التي أكدت على الحرية والكرامة، قائلًا “لقد خلقنا الله أحرارًا ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا، فلن نستعبد بعد اليوم”.
  • **ثورة يوليو والإصلاح الزراعي:** أكدت ثورة يوليو عام 1952 على أهمية الفلاح المصري ودوره المحوري بإصدار قوانين الإصلاح الزراعي، التي نُشرت في الجريدة الرسمية بتاريخ 9 سبتمبر 1952.
  • **القانون رقم 178 لسنة 1952:** كان هذا القانون هو أول قانون للإصلاح الزراعي في مصر، والذي قضى بتوزيع ما يقارب 700 ألف فدان من الأراضي الزراعية على صغار الفلاحين الذين لم يكونوا يمتلكون أراضٍ زراعية من قبل.
  • **الاحتفال الأول عام 1957:** أقام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أول احتفال رسمي بعيد الفلاح في قرية الزعفرانة بمحافظة كفر الشيخ، حيث قام بتوزيع عقود ملكية لنحو 20 ألف فدان على حوالي 8 آلاف فلاح.
  • **استعادة الحقوق وتمكين الفلاحين:** من أبرز إنجازات ثورة يوليو تحديد سقف الملكية الزراعية والقضاء على استغلال الإقطاعيين، ما أسهم في استعادة حقوق مسلوبة للفلاح المصري. تم توزيع الأراضي المستقطعة من كبار الملاك على الفلاحين بواقع 5 أفدنة لكل منهم، لترسيخ مبدأ أن تقدم الدولة ينبع من تقدم الزراعة. جاء الاحتفال بـ عيد الفلاح اعترافًا بدوره المحوري في تحقيق التنمية الزراعية وتوفير الغذاء للوطن.

تأثير الإصلاح الزراعي على الفلاح المصري

غيرت قوانين الإصلاح الزراعي التي صدرت بعد ثورة يوليو 1952 بشكل جذري وضع الفلاح المصري، ومنحتهم حقوقًا ملكية لم تكن لديهم من قبل. توضح الأرقام التالية حجم الأراضي الموزعة والجهود المبذولة لتمكين الفلاح:

اقرأ أيضًا: قرار جديد للعام الدراسي 2026.. تفاصيل عقوبات الغياب عن المدارس التي تهم أولياء الأمور والطلاب

**الحدث****التفاصيل والأرقام**
أول قانون للإصلاح الزراعي (1952)توزيع حوالي 700 ألف فدان على صغار الفلاحين
احتفال الرئيس عبدالناصر (1957)توزيع عقود ملكية 20 ألف فدان على 8 آلاف فلاح
متوسط نصيب الفلاح5 أفدنة لكل فلاح مستفيد

هذه الإجراءات عززت من مكانة الفلاح وأسهمت في تحقيق استقرار اجتماعي واقتصادي في الريف المصري، مؤكدة على أن الفلاح هو الركيزة الأساسية للإنتاج الزراعي والأمن الغذائي للبلاد.

اقرأ أيضًا: تنسيق المرحلة الثالثة 2025 علمي علوم.. هذه الكليات المتاحة وخطوات التسجيل