قرار تعليمي جديد.. عبداللطيف يكشف خطة شاملة تمتد لـ2027 لمعالجة مشكلة القراءة والكتابة

أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بالتعاون مع منظمة اليونيسف والبنك الألماني للتنمية، انتهاء المرحلة الأولى من البرنامج القومي لتنمية مهارات اللغة العربية لطلاب المرحلة الابتدائية، بالتزامن مع إطلاق المرحلة الثانية. يهدف البرنامج لمعالجة مشكلات ضعف القراءة والكتابة وتعزيز مهارات الطلاب الأساسية، في خطوة هامة نحو تطوير التعليم في مصر.

تأكيد الوزارة على محو الأمية القرائية وتطوير التعليم

أكد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، التزام الوزارة الراسخ بإنهاء مشكلات ضعف القراءة والكتابة بين الطلاب. وشدد على ضرورة ضمان امتلاك كل طالب للمهارات الأساسية في القراءة والفهم قبل التخرج من المنظومة التعليمية. وأشار الوزير إلى أن الوزارة تعمل ضمن خطة شاملة تمتد حتى عام 2027، وخلال أقل من عامين، نجحت في معالجة جذور المشكلة من خلال تطوير طرق التدريس، وتدريب المعلمين، والتعامل مع تحديات كثافة الفصول بالتعاون مع الشركاء الدوليين والمؤسسات المعنية.

اقرأ أيضًا: رسميًا: شراكة بحثية.. وفد صيني يزور المركز القومي للبحوث لبحث تعزيز التعاون العلمي بين مصر والصين.

وأضاف الوزير أن الوزارة تعمل بخطى ثابتة لترسيخ “القرائية”، وهي تمكين كل طالب من القدرة على القراءة والفهم والتعبير بشكل سليم، مما يفتح آفاق التعلم والمشاركة الفاعلة في المجتمع. ولم يقتصر اهتمام الوزارة على تنمية مهارات القراءة والكتابة فقط، بل امتد ليشمل تطوير مهارات التكنولوجيا لدى الطلاب، حيث بدأ تطبيق تعليم البرمجة والذكاء الاصطناعي على أحدث المنصات العالمية بالتعاون مع شركاء من اليابان، بالإضافة إلى تطوير التعليم الفني ليصبح تعليمًا دوليًا وليس محليًا بالتعاون مع شركاء من إيطاليا وألمانيا واليابان. واختتم الوزير حديثه بأن هذه الجهود تعكس رؤية واضحة لمستقبل التعليم، ترتكز على بناء إنسان قادر على التعلم مدى الحياة، مدعومًا بمهارات معرفية ولغوية تضمن له التميز والمنافسة.

دراسات تكشف تحديات القراءة واللغة العربية

كشف الدكتور رمضان محمد، مساعد الوزير للامتحانات والتقويم التربوي، أن الدراسات التي أجراها المركز القومي للامتحانات على طلاب الصف الرابع الابتدائي أظهرت أن 45% من التلاميذ لديهم مشكلات في القراءة واللغة العربية. ومن هنا جاءت فكرة البرنامج بالتعاون مع قطاع التعليم العام ومنظمة اليونيسف. وقد تم اختيار 10 محافظات وفقًا للتقييمات، وتم قياس مهارات اللغة العربية لدى 490 ألف تلميذ في 59 إدارة تعليمية بتلك المحافظات، وتدريب 2000 موجه لدعم العملية التعليمية.

اقرأ أيضًا: وفد حماس بالقاهرة.. محادثات عاجلة لوقف الحرب على غزة بوساطة مصرية

وأوضح الدكتور رمضان أن الطالب الذي يحصل على أقل من 60% في تقييم اللغة العربية يحتاج إلى المساعدة والالتحاق بالبرنامج العلاجي. ويتم ذلك بجانب المتابعة المستمرة من قطاع التعليم والمركز القومي للامتحانات، واستخدام استراتيجيات تدريس مختلفة، وإدخال الألعاب والمسابقات لجذب الطلاب وتحفيزهم خلال 60 ساعة من التدريس. ويتم تحليل البيانات بشكل مستمر لمتابعة تنمية 5 مهارات أساسية هي:

  • قراءة الحروف والكلمات
  • قراءة النص المكتوب
  • فهم النص المقروء (الوعي الصوتي)
  • الطلاقة في النطق
  • الإملاء

تجاوز التحديات: كثافة الفصول وتدريب المعلمين

أكدت الدكتورة هالة عبد السلام، رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام، أن من أكبر التحديات التي واجهت وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف كانت كثافة الفصول الدراسية وعجز المعلمين، وقد جرى التغلب عليها بحلول غير تقليدية مهدت الطريق لإطلاق هذا المشروع. وأضافت أن التحدي الأبرز كان في برنامج تنمية مهارات اللغة العربية الذي تم تصميمه بما يتناسب مع الطبيعة المصرية، حيث اجتمع الخبراء والمعنيون بالوزارة لتطويره. ثم جرى تدريب المعلمين داخل المدارس على كيفية التعامل مع الأطفال، وأعقب ذلك تدريب موسع عبر منصة الوزارة شمل تأهيل 5000 معلم لغة عربية.

اقرأ أيضًا: توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 13 أغسطس: ماذا يخبئ لك برجك على الصعيد المهني والعاطفي والصحي؟

وأشارت الدكتورة هالة إلى أن توعية أولياء الأمور مثلت تحديًا كبيرًا، تمت مواجهته بالشراكة مع منظمة اليونيسف والجهات المعنية، من خلال تنظيم حلقات نقاشية وتوعوية بالمديريات التعليمية. وأوضحت أن تحدي الوقت تم التغلب عليه عبر وضع خطط متكاملة من قبل مديري المديريات لتشغيل مراكز تعليمية للطلاب، وتنظيم برامج علاجية يشارك فيها الطلاب مع أولياء أمورهم، بما يعزز نجاح البرنامج واستدامة أثره.

شراكة اليونيسف: نموذج ناجح لتطوير التعليم

من جانبه، أعرب شيراز شاكرا، رئيس قسم التعليم بمنظمة اليونيسف في مصر، عن سعادته بهذا البرنامج، مؤكدًا أن الشراكة مع وزارة التربية والتعليم تمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون في تطوير منظومة التعليم. وأوضح أن اليونيسف تشعر بامتنان بالغ للثقة التي منحتها إياها الوزارة، مما أتاح للمنظمة فرصة تقديم قيمتها المضافة ضمن هذه الشراكة المتميزة. وأضاف أنه من خلال العمل المشترك مع وزارة التربية والتعليم، تمكنت المنظمة من تحليل الأرقام بشكل دقيق، ووجدت نتائج مبهرة تستحق الوقوف عندها. وأشار إلى أن التقييمات التي أجريت، شملت جميع الأطفال المشاركين في البرنامج، سواء في بدايته أو نهايته، وهو ما أتاح رؤية واضحة للفارق الذي تحقق على مستوى الأداء.

اقرأ أيضًا: مبادرة هي الأولى من نوعها.. جامعة القاهرة تنظم ورشة عمل متخصصة في الذكاء الاصطناعي التطبيقي للكوادر الإدارية

إطلاق المرحلة الثانية: توسع البرنامج وشمول ذوي الهمم

شهدت الجلسة النقاشية إطلاق المرحلة الثانية من البرنامج القومي لتنمية مهارات اللغة العربية. وقد تم التأكيد خلالها على عدة محاور رئيسية للمرحلة القادمة:

  • تحفيز المعلمين المشاركين في البرنامج لمواصلة جهودهم.
  • دعم البرنامج القومي لتنمية مهارات اللغة العربية وتطبيقه في محافظات أخرى ليشمل جميع محافظات الجمهورية.
  • إدراج الطلاب ذوي الهمم ضمن مستهدفات المرحلة القادمة من البرنامج.

اقرأ أيضًا: تنسيق مفاجئ للمرحلة الرابعة.. محافظ دمياط يعتمد الدرجات المطلوبة للتعليم الفني