موقف إيطالي غير مسبوق! منتخب الأتزوري يرفع شعار “رياضة ضد الإبادة” أمام الكيان المحتل في تصفيات المونديال | هل تتغير قواعد اللعبة الدولية؟
يستعد منتخب إيطاليا لخوض مواجهة حاسمة اليوم ضد الكيان المحتل في تصفيات كأس العالم 2026، وهي مباراة لا تقتصر أهميتها على النقاط الثلاث فحسب، بل تجرى في ظل أجواء سياسية وإنسانية متوترة للغاية. يبحث الأزوري عن فوزه الثالث على التوالي لتعزيز موقعه في المجموعة التاسعة، بينما تتصاعد الدعوات الدولية لتجميد مشاركة الكيان المحتل في البطولات الرياضية.
مواجهة إيطاليا والكيان المحتل: أبعاد رياضية وسياسية حاسمة
تُقام المباراة المرتقبة في تمام العاشرة إلا الربع مساء اليوم، الإثنين، بتوقيت جرينتش (الساعة 21:45) على ملعب محايد في المجر، ضمن منافسات المجموعة التاسعة للتصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026 التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. يسعى المنتخب الإيطالي، صاحب المركز الثالث برصيد 6 نقاط، لتحقيق انتصار يعزز فرصه في المنافسة على بطاقة التأهل، وذلك في مواجهة الكيان المحتل الذي يحتل المركز الثاني بتسع نقاط.
| الفريق | النقاط | المركز |
| النرويج | 12 | الأول |
| الكيان المحتل | 9 | الثاني |
| إيطاليا | 6 | الثالث |
مدرب إيطاليا جاتوزو يعبر عن حرج وقلق إنساني من الأوضاع
في تصريحات مؤثرة، أعرب جينارو جاتوزو، المدير الفني لمنتخب إيطاليا، عن أسفه الشديد وحرجه من خوض هذه المواجهة في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يشهدها قطاع غزة. أوضح جاتوزو في حوار مع شبكة “راي سبورت” أنه يشعر متابعةقل هذه المباراة خصوصًا مع تصاعد الدعوات المطالبة بتجميد مشاركة الكيان المحتل في المنافسات الرياضية الدولية. هذه الدعوات تلقي بظلالها على الاتحادين الأوروبي والدولي لكرة القدم، اليويفا والفيفا، لاتخاذ موقف واضح.
وقال جاتوزو “اللعب ضدهم محرج للغاية في هذه اللحظة، خاصةً بعد دعوات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والفيفا لإيقافهم بسبب الوضع في غزة”. وأضاف مؤكدًا على قيمه الشخصية “أنا رجل سلام، ومن المروع رؤية المدنيين والأطفال في قطاع غزة يمرون بهذا، نحن ببساطة غير محظوظين لوجودهم في مجموعتنا، لا يمكننا فعل الكثير حيال ذلك، ما نراه مؤلم، هذا كل ما أستطيع قوله”. تعكس هذه التصريحات حجم الضغوط المعنوية التي تواجه الفرق واللاعبين في هذه الظروف الاستثنائية.
دعوات إيطالية متصاعدة لاستبعاد الكيان المحتل من البطولات الدولية
تزامنت هذه الأجواء مع حملة قوية أطلقتها رابطة المدربين الإيطاليين، مطالبة الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم بتجميد عضوية الكيان المحتل. وتدعو الرابطة إلى حرمان المنتخبات والأندية التابعة له من المشاركة في جميع المنافسات القارية والدولية، مؤكدة أن الرياضة لا يمكن أن تبقى بمعزل عن الأحداث الجارية التي تضرب قطاع غزة.
صرح رئيس جمعية رابطة المدربين، رينزو أوليفييري، بأن هذا القرار يجب ألا يكون مجرد لفتة رمزية بل “خيارًا ضروريًا يستجيب لضرورة أخلاقية مشتركة بين مجلس الإدارة بأسره”. وأوضح أن اللجنة الوطنية لجمعيات الرابطة وافقت بالإجماع على إرسال خطاب ونداء إلى جرافينا وجميع السلطات الفيدرالية، بهدف أن تتخذ كرة القدم الإيطالية موقفًا داعمًا للشعب الفلسطيني وتطلب من الاتحادين الأوروبي والدولي إيقاف الكيان مؤقتًا عن المنافسة الدولية.
استشهدت رابطة المدربين الإيطاليين بالسابقة التي أعلن فيها الاتحادان الدولي والأوروبي استبعاد المنتخبات والأندية الروسية من جميع المنافسات القارية والدولية بسبب حربها على أوكرانيا. وأكدت الرابطة أن الوضع في غزة، بما خلفه من نحو 65 ألف شهيد وأكثر من 162 ألف مصاب ومجاعة أودت بحياة المئات، يستدعي اتخاذ إجراء مماثل ضد الكيان المحتل. هذه المقارنات تزيد من الضغط على الهيئات الرياضية العالمية لاتخاذ مواقف مبدئية بشأن تأثير الحرب في غزة على كرة القدم الدولية.
موقف الحكومة الإيطالية: حرص على سلامة المواطنين وسط التوتر
على الصعيد السياسي، أظهرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني موقفًا يبرز حرص الحكومة على سلامة مواطنيها. هددت ميلوني باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المواطنين الإيطاليين المشاركين في “أسطول الصمود العالمي” الذي يهدف إلى كسر الحصار على قطاع غزة.
كتبت ميلوني في تدوينة لها عبر “فيسبوك”: “هذه المبادرة قد يكون لها غرض رمزي أو سياسي، لكن الحكومة الإيطالية كما دأبت دائمًا على ضمان سلامة مواطنيها ستتخذ جميع التدابير اللازمة لضمان حماية وسلامة مواطنيها في الخارج”. يؤكد هذا الموقف على تعقيد الأوضاع وتداخل الأبعاد السياسية والإنسانية مع الأحداث الرياضية الجارية، ويبرز قلق إيطاليا من تطورات الأزمة الإنسانية في غزة.
