وداعًا للتوقف المعتاد.. تقنية حديثة ترصد الشاحنات المخالفة على الطرق
حصدت الهيئة العامة للطرق جائزة التميز في تطبيق تقنيات إنترنت الأشياء ضمن الخدمات اللوجستية، وذلك تقديراً لنجاحها البارز في مشروع نظام الوزن عالي السرعة. يمثل هذا المشروع خطوة متقدمة في مراقبة التزام الشاحنات بالأوزان والأبعاد القانونية، مما يعزز السلامة ويحسن انسيابية الحركة على الطرق. يعتمد النظام على تقنيات ذكية لقياس الأوزان دون الحاجة لتوقيف المركبات.
نظام الوزن عالي السرعة: تقنية رائدة لتحسين النقل
يمثل نظام الوزن عالي السرعة نقلة نوعية في قطاع النقل، فهو يعتمد على تقنيات متطورة تتيح قياس أوزان المركبات أثناء حركتها الطبيعية دون الحاجة لإيقافها. يساهم هذا الأسلوب المبتكر في تحسين تدفق حركة المرور على الطرق وتطبيق معايير السلامة بدقة وسرعة عاليتين. تؤكد الهيئة العامة للطرق على أن هذا المشروع يعكس توجهها الجاد نحو الاستفادة من الحلول التقنية الحديثة لضبط حركة النقل وضمان الالتزام بكود الطرق السعودي، مما ينعكس إيجابًا على جودة البنية التحتية وسلامة مستخدمي الطرق.
كيف يعمل نظام قياس الأوزان الذكي؟
يعتمد نظام قياس الأوزان الذكي على مجموعة من التقنيات المتطورة لضمان دقة وفعالية الرقابة. يستند هذا النظام إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي مدعومًا بأجهزة استشعار متطورة مدمجة مباشرة داخل أسطح الطرق. تشمل هذه الأجهزة حساسات ضغط، وأليافًا بصرية، وشرائط كهروضغطية، جميعها تعمل على التقاط بيانات وزن المركبات بدقة أثناء مرورها.
يُعرف هذا النظام عالميًا بتقنية الوزن أثناء الحركة (Weigh-In-Motion – WIM)، وهو ما يسمح بتتبع الأوزان بشكل مباشر وتوفير نتائج فورية تساعد في رصد المخالفات دون الحاجة لتدخل بشري مباشر أو عمليات توقف مرهقة.
يتضمن النظام أيضًا مكونات تقنية أساسية لعملية المراقبة الفعالة:
- حساسات ضغط دقيقة مدمجة في الطرق.
- ألياف بصرية متطورة وشرائط كهروضغطية لجمع بيانات الوزن.
- كاميرات ذكية من نوع (ANPR) مصممة لقراءة لوحات المركبات والتقاط صور واضحة.
- وحدات متقدمة لمعالجة وتحليل البيانات بشكل فوري وتحديد المخالفين تلقائيًا.
تُرسل نتائج الفحص وتحليل البيانات مباشرة إلى مركز معالجة متخصص، حيث تُقارن الأوزان المسجلة بالقوانين المعتمدة. في حال ثبوت المخالفة، تُرسل إشعارات فورية إلى الجهات المختصة مع توثيق كامل للحالة.
فوائد نظام الوزن أثناء الحركة على الطرق السعودية
يقدم نظام الوزن أثناء الحركة العديد من الفوائد الاستراتيجية التي تسهم في تحسين جودة وكفاءة شبكة الطرق وتعزيز سلامتها. من أبرز هذه الفوائد التي يعود بها النظام:
- تحسين انسيابية حركة المرور وتقليل الازدحام على الطرق.
- تطبيق آلي وفعال للقوانين واللوائح، مما يقلل من التدخل البشري ويعزز الشفافية والعدالة في التعامل مع المخالفين.
- الحد بشكل كبير من التكاليف الناتجة عن صيانة الأضرار التي تحدثها الشاحنات ذات الأوزان الزائدة على البنية التحتية للطرق.
- إطالة العمر الافتراضي للطرق والحفاظ على جودة أدائها الفني على المدى الطويل.
- رفع كفاءة السلامة المرورية بشكل عام، حيث يقلل تخفيف الضغط على طبقات الرصف من احتمالية الحوادث المرتبطة بانزلاق أو انقلاب الشاحنات.
- تعزيز موثوقية منظومة النقل من خلال نظام رقابي دقيق وشفاف.
مساهمة النظام في تحقيق رؤية المملكة 2030 لقطاع الطرق
يأتي هذا المشروع ضمن سلسلة المبادرات التي تنفذها الهيئة العامة للطرق ضمن برنامج قطاع الطرق، والذي يركز على محاور أساسية هي السلامة والجودة والكثافة المرورية. يهدف البرنامج إلى تحسين تجربة مستخدمي الطرق ورفع كفاءة الأداء، وذلك بتبني أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال، بما يتماشى مع التوجهات الاستراتيجية للدولة ورؤية المملكة 2030.
تتوافق هذه الجهود بشكل مباشر مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، لا سيما فيما يتعلق برفع مؤشر جودة الطرق إلى المرتبة السادسة عالميًا، وتقليل معدل وفيات الحوادث إلى أقل من خمس حالات لكل مئة ألف نسمة بحلول نهاية العقد الحالي. تؤكد الهيئة أن التوسع في تطبيق هذه التقنيات الذكية في مواقع متعددة يعكس رغبتها في الاستفادة القصوى من إمكانات الثورة الصناعية الرابعة، ويُعد خطوة مهمة نحو بناء منظومة نقل أكثر أمانًا وفاعلية. تواصل الهيئة تعزيز استثمارها في الحلول التقنية المبتكرة للارتقاء بقطاع الطرق إلى مستويات عالمية، مما يدعم مسيرة التنمية الوطنية ويحقق تطلعات القيادة في بناء مستقبل أكثر أمانًا واستدامة في مجال النقل بالمملكة.
