ظهور نادر.. خسوف القمر الكامل يضيء سماء العراق اليوم الأحد في حدث فلكي لا يتكرر كثيرًا.

يشهد العراق اليوم الأحد حدثاً فلكياً استثنائياً يتمثل في خسوف كلي للقمر، ظاهرة نادرة ستجعل سماء البلاد تتزين بمشهد بديع. سيتمكن عشاق الفلك والجمهور من متابعة المراحل المتغيرة للقمر بوضوح، مما يوفر فرصة فريدة للتعمق في عجائب الكون والتأمل في قوته.

مراحل وتوقيتات خسوف القمر الكلي في سماء العراق

أوضح الأستاذ عبد الله كامل، المتخصص في فيزياء علم الفلك بجامعة بغداد، أن خسوف القمر الكلي سيمر بعدة مراحل زمنية محددة. تبدأ الظاهرة بدخول القمر منطقة شبه الظل في تمام الساعة 6:28 مساءً. يدخل القمر بعد ذلك منطقة الظل التام عند الساعة 7:27 مساءً، حيث تبدأ معالم الخسوف الكلي بالظهور. يصل الخسوف إلى ذروته المرتقبة في الساعة 9:11 مساءً، ليتحول لون القمر إلى الأحمر الداكن أو البرتقالي في ذروة الخسوف القمري. ينتهي الخسوف الكلي عند الساعة 9:52 مساءً، ثم يخرج القمر تدريجياً من منطقة الظل حتى يكتمل خروجه من شبه الظل عند الساعة 11:55 ليلاً، وبهذا ينتهي الحدث الفلكي النادر.

نصائح لمشاهدة خسوف القمر بأفضل طريقة

لضمان الاستمتاع الأمثل بظاهرة خسوف القمر الكلي في العراق، يمكن للمتابعين اتباع بعض الإرشادات البسيطة:

• اختر مكاناً مفتوحاً ومرتفعاً بعيداً عن أضواء المدينة وتلوثها الضوئي، لتوفير رؤية واضحة للسماء والتمتع بالمشهد الفلكي.
• ابدأ بالمتابعة منذ اللحظات الأولى لدخول القمر منطقة شبه الظل، واستمر في رصد جميع مراحل الخسوف القمري حتى نهايته.
• استخدم التلسكوبات الفلكية أو المناظير المقربة لتقريب الصورة ومشاهدة أدق التفاصيل وتغير الألوان على سطح القمر بشكل أوضح.
• وثّق هذا الحدث الفلكي النادر باستخدام كاميرات ذات حساسات ضوئية عالية، لالتقاط صور وفيديوهات تذكارية للظاهرة الطبيعية.

الأبعاد الدينية والعلمية لخسوف القمر

يُعد خسوف القمر الكلي فرصة للتأمل الديني والعلمي في آن واحد. تواكب المساجد العراقية هذه الظاهرة بإقامة صلاة الخسوف (صلاة الكسوف والخسوف) في تمام الساعة 8:30 مساءً، وذلك بحسب توجيهات الوقف السني العراقي. هذه الصلاة تؤدى عند حدوث الظواهر الكونية تعبيراً عن التضرع إلى الله.
علمياً، يحدث خسوف القمر عندما تمر الأرض بين الشمس والقمر، فتحجب ضوء الشمس عن سطح القمر، ما يؤدي إلى ظهوره بلون متغير وظهور ظل الأرض على القمر. تتنوع أنواع الخسوف بين الكلي والجزئي وشبه الخسوف، وكل منها يقدم مشاهد فريدة تساعد العلماء. تتيح هذه الظاهرة الفلكية فرصة عظيمة للعلماء لدراسة الظلال والانكسار الضوئي في الغلاف الجوي للأرض، وكيف يؤثر ذلك على ظهور القمر، مما يثري فهمنا للكون والطبيعة الغامضة.

يمكن القول إن خسوف القمر الكلي في العراق اليوم يمثل حدثاً فلكياً نادراً ومميزاً، يتيح للجمهور فرصة رائعة لمشاهدة الظاهرة والتعرف على مراحل الخسوف، كما يقدم فرصة لتسجيل الظواهر النادرة في علم الفلك ومتابعة الظلال والانعكاسات الضوئية التي تصنع تجربة بصرية فريدة، ويستمر الحدث لساعات قليلة لكنه يترك انطباعاً قوياً لدى المهتمين بعلم الفضاء.